السبت، 13 سبتمبر 2014

من العدل والاحسان حب معاوية بن ابي سفيان كاتب الوحي

يا جماعة العدل والاحسان
من العدل والاحسان حب معاوية بن ابي سفيان كاتب الوحي

فقد ساءني كثيرا وقوع كثير من شباب جماعة العدل والإحسان في واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله و سلم من كتبة الوحـي وأصهاره صلى الله عليه وآله و سلم و هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حيث أصبح مثل هذا ديدنا لهم في غير ما مناسبة
وأصل ذلك مقولة شيخهم ياسين في الشورى والديمقراطية ص 242 ونصها : { خرج معاوية بن أبي سفيان بالسيف والبطش والقوة ، فغير مجرى تاريخ المسلمين ونقض أعلى عرى الإسلام }
طعنات عبد السلام ياسين في خال المؤمنين معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه

الطعنة الأولى :

قال في الكتاب المذكور آنفا (ص 245 ) وهو يتحدث عن معاوية: (يأتي الإستكبار القبلي وفي يده السيف ليعيد المؤتلفين الأحرار من عبادة لله إلى عبادة جبابرة)

الطعنة الثانية :

قال (ص255 ) : (كانت سنة ستين للهجرة هي السنة التي مات فيها معاوية شيخ العصبية القبلية الأموية القرشية)

الطعنة الثالثة :

وقال في سياق حديثه عن الخطبة السيفية المكذوبة والتي يذكر فيها أن معاوية رضي الله عنه كذب على الناس في شأن مبايعة سادة المسلمين ليزيد : (هل ينفصل الإكراه و العنف عن الكذب والتلفيق

؟ هل القران المكيفيلي إلا غريزة من غرائز الإستبداد ؟)
الطعنة الرابعة :

ويقول في ذلك أيضا (ص349 ) : (كان الإكراه والكذب والنفاق مناخا اجتمعت فيه شرائط الفساد والإفساد)

الطعنة الخامسة :

قال وهو يتحدث عن ما نقله الأخباريون عن معاوية من إعطائه الأموال لبعض الكبار لاستمالتهم إليه ورفضهم ذلك : (كان الأتقياء شحيحين بدينهم وكان المنافقون يتاجرون في الدين وكان الملك بين ذلك على بينة من المعاملة المريبة لكنها العصبية الأموية بوسائل ظالمة : العنف وسفك الدماء والكذب والنفاق وشراء الدين )

وأما الزلات التي وقع فيها إما جهلا أو كذبا فكثيرة منها :

الزلة الأولى :

قوله في الشورى والديمقراطية (ص 250 ): (يتورع بعض علماء المسلمين عن التعرض لما فعله معاوية وحاشيته مخافة الوقوع في أعراض الصحابة )

قلت : بل كلهم يتورعون , وتورعهم هو الحق الذي لا ينازع فيه أحد من أهل السنة والجماعة.وسيأتي بيان ذلك في محله.

الزلة الثانية :

قوله { ص 250 } أيضا : (غالى ابن تيمية وحط من الإمام علي ,فزعم أنه كان يقاتل على الرئاسة وأن رايته كانت مخذولة), قلت : هذه لا أستطيع فيها أن أملك لساني فأقول : هذا كذب صريح لا يكون إلا من جاهل مريض أو حقود كذاب أو غبي أحمق تنطلي عليه أكاذيب خصوم ابن تيمية! ـ ولست أتهمه بواحدة معينة منها وأدع ذلك للمنصفين ـ فكيف يحط منه وهو القائل : { من لم يربع بعلي في الخلافة ـ أي يجعله رابع الخلفاء ـ فهو أضل من حمار أهله } والله أعلى وأعلم

الزلة الثالثة :

قوله في كتابه تنوير المؤمنات( 2/22 ): أخبر عروة خالته عائشة بأن الإمام عليا يسب ويشتم ويلعن على المنابر قالت عائشة : يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم

قلت : هذا يوحي إلى من يقرؤه أن سبب مقالة أمنا عائشة رضي الله عنها هو سب علي رضي الله عنه فقط وهذه خيانة علمية وتحريف لا يليق برجل يوصف بالصلاح من قبل مريديه؟ فإن عائشة رضي الله عنها قالت ذلك لما أعلمت بأن الناس يسبون عثمان في مصر وعليا في الشام وغيرهما في أماكن أخرى قال القاضي عياض في إكمال المعلم : (الظاهر أنها قالت هذا عندما سمعت أهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا وأهل الشام في علي ما قالوا والحرورية في الجميع )

فلماذا التزوير والإقتصار على ذكر علي وحده دون عثمان ذي النورين مجهز جيش العسرة أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين .

الزلة الرابعة :

قوله في تنوير المؤمنات ـ هكذا سماه والله أعلم ! ـ { 2/22} : (كان شتم علي ولعنه على المنابر مما فعله وأمر به معاوية )

كذا قال , وهي زلة تظهر قلة بضاعته التاريخية وبعده عن فن التحقيق وجرأته على اتهام الناس بلا تبين ،ولعله حقد بغيض! وكما قال الحافظ بن حجر رحمه الله : (من تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب )! وإن كنت أشك في أن يكون له فن يتقنه, فإن هذا وأمثاله لا يصح, فلعن علي على المنابر إنما شاع بعده رضي الله عنه ، إلا إذا كان دليله على صحته وروده في كتب التاريخ . بس! والله المستعان .

الزلة الخامسة :

قال في { الشورى ص251 } : (كان الإمام الحسن البصري وهو من كبار التابعين عاصر الوثبة الأموية وما جناه على الإسلام بنو أمية بصيرا بما حدث حكيما صريحا روى ابن الأثير مقالة الإمام قال : ( أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة)

والعجيب في المسألة أن هذه المقالة من رواية صاحبنا أبي مخنف الرافضي المتهم !! وأصلها عند الطبري في التاريخ(3/233//دار الكتب العلمية)
من أجل هذا وغيره أحببت أن أتحدث إلى إخواننـــا في جماعة العدل و الإحسان خصوصا وإلى غيرهم عموما و قد شجعني على ذلك ما أعرفه عن بعضهم من حبهم للحق و إجلالهـم للنبي صلى الله عليه وآله و سلم و أصحابه هذا ظني بهم و الله حسيبهم و لن أطيل عليك أخي في الله فهاك كلماتي أهديها لك فــي طبق نصيحة مطيب بطيب الأخوة و اعلم أنه ما دفعني لكتابة هذه السطور إلا حبي لهم و ما أوجبه الله علينا من حق بيان فضلهم و الدفاع عنهم و الذب عن أعراضهم خصوصا إذا ظهر من ينال منهـــم و قد قال الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع ( ): { فلزم الناقلين للأخبار والمتخصصين بحـمل الآثار نشر مناقب الصحابة الكرام و إظهار منزلتهم و محلهم من الإسلام عند ظهور هذا الأمر العظيم و الخطب الجسيم و استعلاء الحائدين عن سلوك الطريق المستقيم ليهلــك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة } وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية : {إذا ظهر مبتدع يقدح فيهم بالباطل فلا بد من الذب عنهم وذكر ما يبطل حجته بعلم وعدل } وليس قصدي الاستيعاب فقد كتب في الذب عنه كتب عظيمة لعلماء أفاضل أجلاء.كالشيخ الفرهاوي الهندي في الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية والشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى وغيرهما .ولا حول ولا قوة إلا بالله.
معاوية بن أبي سفيان t صحابي جليل ممن أسلم يوم الفتح و قيل قبل ذلك و هو من الذين قال الله فيهم : { وكلا وعد الله الحسنى }(الحديد /10) وقال تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}(الأنبياء/100) ذكره ابن حزم رحمه الله في جملة المعدودين من أهل الفتوى , وكان معروفـا بالحلم و العقل حتى قال فيه الإمام أحمد رحمه الله: { السيد الحليم } و هو أول ملك فـي الإسلام قال فيه ابن الذهبي رحمه الله في السير(3/120): ( أمير المؤمنين ملك الإسلام) و قال فيـه (3/159): ( و معاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم وما هو ببريء من الهنات والله يعفو عنه ) وقال ابن كثير رحمه الله : ( أول ملوك الإسلام و خيارهم ) و قال فيه الإمـام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله : ( هو خير ملوك المسلميـن ) و وصفه رضي الله عنه بالملك هو مقتضى الإنصاف و العدل فقد ذكر ابن الذهبي رحمه الله في السير (3/140) أنه قيــل له : أنت تنازع عليا أم أنت مثله ؟ فقال :{ لا و الله إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما و أنا ابن عمــه و الطالب بدمه فأتوه و قولوا له فليدفع إلي قتلة عثمان و أسلم له } و هـذا خلاف ما يروج في أوساط إخواننا في العدل و الإحسان من أنه كان يريد الحكــــم أصالة , وقد كان معاوية قد تولى الملك بعدما تنازل له الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما حقنا للدماء كما قال بعضهم :

ثم تولى الحسن الإمـامـــه فمنحت بيمنه السلامــــه

و حقن الله به الدمـــــاء و أذهب المحنة و الـــلأواء

و سلم الأمر إلى معاويـــه حياته و صار عنها ناحيــه

فسار فيها بن أبي سفيــانْ بسيرة للعدل و الإحســـانْ

وفي تاريخ البخاري (7/326) عن معمر عن همام بن منبه قال : قال ابن عباس : { ما رأيت أحدا أخلق من معاوية

وأما حكم سبه فهو نفسه حكم سب أي صحابي آخر فقد قال الإمام أبو زرعة الـرازي إمام أهل الحديث رحمه الله كما في الكفاية (ص97): { إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رســول الله فاعلم أنه زنديق


و في الزيادات و النوادر لابن أبي زيد القيرواني رحمه الله أن الإمام مالكا رحمه الله قال : { من شتم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص فأما إن قال إنهم كانوا على ضلال وكفر فإنه يقتل و لو شتمهم بغير ذلك من مشاتمة الناس فلينكل نكالا شديــدا } يا ليت مالكا هنا ليأمر بهذا الطاعن الحاقد فينكل به نكالا شديدا شديدا.



وقال ابن عبد البر في الاستيعاب : 

{ روى أسد بن موسى قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا قتادة قال قلت للحسن يا أبا سعيد إن ها هنا ناسا يشهدون على معاوية أنه من أهل النار قال لعنهم الله وما يدريهم من فى النار  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق